الجمعة، 30 ديسمبر 2011

التناقضات الفكرية و الحقائق التاريخية

كلما تحدث أحد أفراد التيارات الدينية عن الثورة بدأ بالكلام بصيغة""إحنا شاركنا في الثورة من أول يوم""",,وطبعاً مع مواجهته بالحقائق و تكوين الثورة و الوضع الحقيقي علي أرض الواقع بشهادة ملاين من البشر,و هذا الي جانب رأيهم المعلن منذ أول يومبعدم المشاركة علشان ..."حرام",تجد أن المشاركة من أول يوم المزعومة تلك,لا محل لها

أعتقد أنهم سوف يستمرون علي اللعب بهذه الطريقة حتي يأتي زمان ينسي فيه الناس بياناتهم و شتيمتهم في الثورة و يسيطروا علي ألأعلام و ألأعلام المصري دايماً مع اللي يجوز أمه يقله يا عمو
اللعبة الثانية إنكار ما قالوه من قبل في موقف ما و ألأنكار يأتي بمنتهي السهولة لأن معظم اللي سمعوه ماكانوش مركزين أو بيسمعوااللي هم عايزين يسمعوه فقط و ينسوا وقت النسيان ما يريح الدماغ و يصدر حد تاني في الموقف يكون لسه فاكر و مصمم علي المواجهة,و هكذا تجد أن مصابيهم و شهدائهم و معتقليهم من أبناء الثورة في الحد ألأدني من حيث العدد
الطريقة ألأخري هي توزيع ألأدوار ,,شوية يقولوا حاجة و مجموعة أخري تقول كلام آخر ,,ولو حد منهم تعرض لنقد علي نطاق واسع,يتنصل من هذا الرأي المجموعات ألأخري بلطف و بصيغة "أصل ده رأيه الشخصي"",,"أصل ألأعلام ما إدالوش فرصة"",و هكذا
أتصور أن الكارثة الكبري تكمن في أن يتخذ مجموعة من ألأفراد إطار ديني ولكن بإنفصالية عجيبة عن مصادر الفقه ألأساسية و المذاهب المعتمدة عبر الاف السنين و إعتماد أسماء و مشايخ و علماء غير معروفين ولا يؤصلون كلامهم من ألأسس الفقهية المعروفة,فيصبح فكرك ليس شافعي أو حنيفي...الخ ولكن تصبح أصوليتك وسلفيتك مشايخ متعددين و أرئهم تميل الي ألأقليمية بشكل كبير,,,بمعني أن أراء هؤلاء المشايخ و علي سبيل المثال تميل الي بيئة صحراوية ضيقة,أو الي ظرف حرب أو كارثة طبيعية...الخ,,و أخرون تجدهم متأثرون بموقف صراع تاريخي أستوجب فيه اللجوء الي إجرائات إستثنائية مرتبطة بظروفها و وقتها ولكن تجد من يعتنق ما نبت في هذا الموقف الأستثنائي من أفكار و يحولها الي مذهب و يؤسس عليه الجماعات و الفرق
المشكلة هنا إذا قارنا بين المذاهب الأربعة و قدرتها علي خلق ألفة بين المؤمنين و بالتجربة التاريخية,,نجد علي العكس فأن ما تم إعتماده من فكر في موقع و ظرف إستثنائي,لا يمكن أن يؤدي إلا إلي الخلافات و الصراعات
لقد شاهدت بنفسي من يدعون السلفية وسبحان الله بنفس الطريقة في الولايات المتحدة ألأمريكية من اليهود و المسيحين,ولم أجدأوجه الشبه ألأساسية الموجودة في أصول التوراة و الإنجيل و قد قرأت الكثير منها فيما يقدمونه علي إنه "اليهودية الصحيحة""ولم أجد إلا غلبة الفكر التلمودي عليه,,وكذلك من يدعون ألأصولية المسيحية هناك,فكان مايقدمونه مختلف تماماً أيضاً,عن مانعرفه عن المسيحية هنا في مصر و قد تناقشت مع بعض المتخصصين من دارسي علوم الديانة المسيحية من المسيحين و من العجيب أنني وجدت أن المشكلة لديهم تتشابه في هذا الموقف بما لدي المسلمين من مشكلات مع هذه التيارات
لا أجد سبيل الي حل هذه المشكلة إلا بإلزام من يدعي إنتمائه الي أي شئ,و يريد لموقفه هذا الظهور و التفاعل,يجب إلزامه بما يدعيه ,,فالأصل معروف و السلف مواقفه و أقواله معروفة,,و ربنا يهدينا جميعاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق